الهجرة الى الحبشة
دروس وفوائد :
مشروعية الهجرة إلى الله ورسوله
أسباب الهجرة إلى الحبشة:
كانت الأهداف من هجرة الحبشة متعددة منها :
- الفرار بالدين خشية الافتتان .
- البحث عن مكان آمن للمسلمين ريثما يشتد عود الإسلام وتهدأ العاصفةن فكان يبحث الرسول صلى الله عليه وسلم عن قاعدة أخرى غير مكة، قاعدة تحمي هذه العقيدة وتكفل لها الحرية
- نشر الدعوة خارج مكة، وشرح قضية الإسلام، على نحو ما تفعله الدول الحديثة من تحرك سياسي يشرح قضاياها وكسب الرأي العام .
ومما يدعم الرأي القائل بكون الدعوة للدين الجديد في أرض الحبشة سببًا وهدفًا من أسباب الهجرة, إسلام النجاشي، وإسلامُ آخرين من أهل الحبشة .
لماذا اختار النبي صلى الله عليه وسلم الحبشة؟
أ- النجاشي العادل ب- النجاشي الصالح:
"وكان بالحبشة ملك صالح يقال له النجاشي، لا يظلم أحد بأرضه»
ج- الحبشة متجر قريش: ذكر الطبري وكانت أرض الحبشة متجرًا لقريش، يتجرون فيها، يجدون فيها رفاها من الرزق وأمنًا، ومتجرًا حسنًا» د- الحبشة بلد آمن:
شفقة هذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أصحابه ورحمته بهم، وحرصه الشديد للبحث عما فيه أمنهم وراحتهم،
مشروعية الهجرة، إذا كان الخروج فرارًا بالدين وإن لم يكن إلى إسلام، فإن أهل الحبشة كانوا نصارى يعبدون المسيح ، والمسلمون خرجوا من بيت الله الحرام إلى دار الكفر، لما كان فعلهم ذلك احتياطًا على دينهم, ورجاء أن يُخلى بينهم وبين عبادة ربهم, يذكرونه آمنين مطمئنين .
وهذا الحكم مستمر متى غلب المنكر في بلد, وأوذي على الحق مؤمن ورأى الباطل قاهرًا للحق ورجا أن يكون في بلد آخر، أي بلد كان، خلى بينه وبين دينه ويظهر فيه عبادة ربه فإن الخروج على هذا الوجه حق على المؤمن .
يجوز للمسلمين أن يدخلوا في حماية غير المسلمين، إذا دعت الحاجة إلى ذلك، سواء كان المجير من أهل الكتاب كالنجاشي، إذ كان نصرانيًّا عندئذ، ولكنه أسلم بعد ذلك، أو كان مشركًا كأولئك الذين عاد المسلمون إلى مكة في حمايتهم عندما رجعوا من الحبشة، وكأبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمطعم بن عدي الذي دخل الرسول صلى الله عليه وسلم مكة في حمايته عندما رجع من الطائف .
وهذا الأمر مشروط بألا تستلزم مثل هذه الحماية إضرارًا بالدعوة الإسلامية، أو تغييرًا لبعض أحكام الدين، أو سكوتًا على اقتراف بعض المحرمات .
اجتمع الصحابة حين جاءهم رسول النجاشي وطلب منهم الحضور، وتدارسوا الموقف، ولم يختلفوا بل أجمعوا على رأي واحد .. وهكذا كان أمر المسلمين شورى بينهم .
دهاء عمرو بن العاص t وكان على الكفر : نريد أن نعمل مقارنة
تحدث وهو سفير مكة وهو ثقة عنده عن وقوع الفتة والفرقة بدعوة محمد r .
تحدث يلسان الناصح المحب للنجاشي عن خطورة أتباع محمد r وأنهم ربما يزلزلون الأرض تحت قدمي النجاشي .
بين خروجهم على عقيدة النجاشي وكفرهم بها «فهم لا يشهدون أن عيسى ابن مريم إله، فليسوا على دين قومهم وليسوا على دينك» فهم مبتدعة دعاة فتنة.
دلل على استصغارهم لشأن الملك، واستخفافهم به أن كل الناس يسجدون للملك لكنهم لا يفعلون ذلك .
كان رد جعفر على أسئلة النجاشي في غاية الذكاء, والدهاء :
عدَّد عيوب الجاهلية، بصورة تنفر السامع، وتشوه صورة قريش في عين الملك.
عرض شخصية الرسول r في المجتمع بنسبه وصدقه وأمانته وعفافه .
أبرز جعفر محاسن الإسلام وأخلاقه التي تتفق مع أخلاقيات دعوات الأنبياء، كنبذ عبادة الأوثان، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار .
فضح ما فعلته قريش بهم؛ لأنهم آمنوا ورفضوا عبادة الأوثان .
أحسن الثناء على النجاشي بما هو أهله، بأنه عادل ولا يُظلم عنده أحد .. وأن المسلمين اختاروه ملجئاً من دون الناس، وهذا الكلام يأسر العقل والنفس .
أحسن جعفر اختيار السورة عندما طلب الملك النجاشي قراءة القرآن، لأنها تتحدث عن مريم وعيسى عليهما السلام .
مع أن جعفر غريب وضعيف هو ومن معه، فإنه لم يجامل على حساب دينه وعقيدته، بل بين عقيدة الإسلام بكل ثبات واعتزاز مع أنها تخالف عقيدة النجاشي وأهل البلد كلهم .
كان رده في قضية عيسى عليه السلام دليلاً على الحكمة والذكاء النادر، فرد بأنهم لا يألهون عيسى ابن مريم، ولكنهم كذلك لا يخوضون في عرض مريم عليها السلام، بل عيسى ابن مريم كلمته وروحه ألقاها إلى مريم .
والنتيجة انتصار جعفر ، وخسارة عمرو